القنبلة
الهيدروجينية، أكثر الاسلحة التدميرية التي اخترعها البشر لحد الآن، وهي أقوى من
القنبلة النووية التقليدية، حيث تزيد طاقتها التدميرية بـ (25000) مرة عن القنبلة النووية
التي ألقيت على اليابان، وخلافاً للقنابل النووية التقليدية، التي تنتج الطاقة
المدمرة عن طريق إنشطار (تفكك) النوى لذرات ثقيلة مثل اليورانيوم، فإن القنبلة
الهيدروجينية (H-bomb)
تنتج الطاقة المدمرة من خلال أندماج بعض النظائر الكيميائية مثل نظيري الهيدروجين
(التريتيوم أو الديوتريوم)، وبالتالي فطاقتها التدميرية تكون اشد واقوى.
كيف تعمل
القنبلة الهيدروجينية
يتطلب تفاعل الالتحام
أو الأندماج النووي الهيدروجيني، مقدراً كبيراً من الطاقة لبدئه، حيث يقدر العلماء
هذه الطاقة اللازمة لبدء التفاعل الهيدروجيني بـ (20.000.000) عشرون مليون درجة
مئوية، وهي نفس درجة حرارة قلب الشمس، وقد تم حل هذه المعضلة، من خلال قنبلة نووية
(إنشطارية) تنفجر قبل إنفجار القنبلة النووية الهيدرجينية لتوفير هذه الحرارة
العالية.
تاثيرات
القنبلة الهيدروجينية
إن القنبلة
الهيدروجينية سلاح رهيب، ولكنه لحسن الحظ لم يستخدم قط في الحرب لحد الآن، رغم أن
كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، خاضا سبّاقاً في تفجير
قنابل هيدروجينية تجريبية. ولقد فجر الأمريكيون أول قنبلة هيدروجينية على جزيرة
أنيوتوك أتول في المحيط الهادي عام 1952م. وكانت الطاقة الناتجة من الضخامة، بحيث
أدت إلى تبخر الجزيرة. وقد قدرة درجة الحرارة في وسط القنبلة بحوالي 100 مليون
درجة مئوية، ولكن القوة المتفجرة لهذه القنبلة، كانت صغيرة إذا قورنت بقنابل
تالية. وتقاس القنابل الهيدروجينية بوحدات الميجا طن (= مليون طن من تي أن تي).
ولقد كانت القدرة المتفجرة لتلك القنبلة الهيدروجينية الأولى رغم صغرها تفوق جميع
القنابل الكيميائية المألوفة في ذلك الوقت، والتي استعملت في الحرب العالمية
الثانية.
وتتوقف تأثيرات
القنبلة الهيدروجينية على المكان الذي تفجر في. فإذا كان التفجير في الهواء،
فستدمر جميع المباني العادية في نطاق 6 كيلو مترات، وتحطم النوافذ في نطاق 32 إلى
160 كيلو متر من حولها. أما إذا كان تفجيرها في أعماق الأرض، فأن التأثير الوحيد
يكون هزة أرضية طفيفة.
ومع ذلك، فإن عصف
الانفجار ، هو أقل أهوال القنبلة لأنها حين تنفجر، يصدر عنها وميض مروع
من الحرارة ، والضوء، والإشعاع . ويؤدي الوميض الحراري، إلى اشتعال الستائر، في
دائرة نصف قطرها 16 كيلو مترا ويسبب حروقا متقرحة للأشخاص الذين تعرضوا له، في
نطاق هذه الدائرة.
ولكن أكثر التأثيرات
تدميرا ودواما للقنبلة الهيدروجينية، هو الغبار الذري، ذو النشاط الإشعاعي،
المتساقط من السحابة القاتلة التي تشبه((عيش الغراب))، والناتجة عن الانفجار،
وفيما لا يزيد عن 18ساعة يكون الناس الذين يعشون في نطاق 200كيلومتر قد تلقوا جرعة
مميتة من الإشعاع وقد تمر سنين عديدة ، لتصبح الأرض القريبة من الانفجار صالحة
للسكنى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق