حقيقة كون "العقل قادر على توجيه بعض الاحداث والظروف والناس إلى حياتنا، ويستبعد آخرين" هي حقيقة ليست ميتافيزيقية خيالية، بل أثبتتها العديد من الدراسات وأشار إليها ديننا الحنيف، حيث ورد في الأثر الشريف: "أنا عند حسن ظن عبدي بي، أن خيراً فخيرا، وأن شراً فشر"؛ فهل أنت ممن يتوقعون الخير من الله تعالى؟ أم أنت متشاءم دائماً؟
يتألف ذهنك من أفكار تفكر بها، هذه الأفكار مثل التيارات مغناطيسية،
إذا كنت تفكر بإيجابية بخصوص بعض الأحداث والأوضاع، فأنت ستحصل على نتائج إيجابية،
والعكس صحيح.
بعبارة ثانية: إنك تجذب إلى حياتك ما تفكر فيه بتكرار أو في كثير من
الأحيان، وهذا لا يعني أن تحصل على كل ما تفكر فيه؛ فمعظم الأفكار ضعيفة، وعدم تكرارها
لمدة طويلة لا يكفي لإكسابها القوة اللازمة، فالأفكار الضعيفة مثل المغناطيس
الضعيف لا يتوفر لديها قوة جاذبية كافية وقوية.
وكما أن قوة جاذبية المغناطيس هي قوة محايدة، تجذب كل شيء مصنوع من
الحديد، بغض النظر عن ما إذا كان الكائن مفيد أو غير مرغوب فيه، كذلك يعمل العقل
بنفس الطريقة، فهو يجذب لحياتك الأحداث السلبية أو الإيجابية وفقاً للأفكار التي
تعتقدها وتفكر فيها.
وكما ان المغناطيس يجذب ويطرد، كذلك العقل، فإذا كنت تعتقد أنك غير
قادر على إنجاز شيء، فلن تفعله!.
فأفكارك واعتقاداتك حول نفسك، مثل عدم الكفاءة والخوف والضعف
والدونية، تنشئ قوة طاردة للأشياء الجيدة في حياتك، كما لو إنك تقوم بأفكارك هذه
بإنشاء رياح تهب بعيداً عنك تأخذ معها كل شيء جيد.
هناك عدة طرق لشحن عقلك وأفكارك بقوة مغناطيسية ايجابية، فالرغبة
القوية والتركيز المستمر والأيمان بالله سبحانه وتعالى وما منحك من قدرات، هي بعض الخطوات
المهمة لغرس قوة في أفكارك.
إن التصور والتفكير مع الرغبة والتركيز والإيمان، وتكرار هذه الأفكار
في كثير من الأحيان، تطلق العنان لقوة الأفكار التي تفكر بها، وتجعل أفكارك مشعة ومؤثرة
في حياتك، وتأثير على عقول الناس الآخرين، وتجذب لك الناس الذين يعتقدون وفقاً
للخطوط نفسها، كما تفعل.
في النهاية لنتسائل: لماذا لا نكون واعين لأفكارنا؟ ونختار منها
المفيد؟
لماذا لا تستفيد من قوة الجذب التي توفرها لك الأفكار؟ وتجذب الظروف والأحداث
والأفراد أو نمط الحياة التي تريدها، من خلال التفكير المستمر بما تريده.
تذكر، إن ما تفكر فيه في عقلك، مع اهتمام وشعور بداخلك، تراه تدريجياً
ينجذب إليك، سواء أكان مادياً أو معنويا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق