ما عمل الغدة الدرقية ولماذا هي مهمة لنا



جسم الإنسان عبارة عن مصنع معقد، تتداخل فيه خطوط الأنتاج والتجميع والتدوير، ويصخب بآلات والقطع متحركة، ناهيك عن كل العمال العاملين وفق نظام وخطة عمل دقيقة.
هنا يأتي دور الغدة الدرقية التي تلعب دوراً هاماً في كل هذا النشاط، ويمكن القول أنها لديها منصب إداري مهم، ومن دون هذه المنصب، وصاحب هذا المنصب، فإن كثير من العمل لن يتم، أو على الأقل لن يُنجز وفق "معايير الجودة" المطلوبة، ولكن لا يذهب التفكير بك إن الغدة الدرقية هي المسيطر الأول والأخير على مجريات الأمور في الجسم، فالغدة الدرقية تعمل ضمن فريق كامل من الغدد لضمان سير عمل الجسم بسلاسة، وهي تستلم خطة سير عملها من المسؤول الاعلى منها "الغدة النخامية"، والوسيلة التي يتم بها توصيل الأوامر والتعليمات بين الغدة النخامية والغدة الدرقية (الفريق الإداري) وبين باقي أجزاء الجسم (وهم العمال والآلات) عن طريق "الهرمونات" (الكتب الإدارية الرسمية)..
والهرمونات هي مواد أو جزيئات حيوية -أي أنها تصنع فقط في الكائنات الحية- مهمة ويتم أنتاجها في الغدد المختلفة في الجسم، وبعض هذه الهرمونات تؤثر على أنواع كثيرة من الخلايا، وبعضها يؤثر في خلايا محدد جداً.
وتفرز الغدة الدرقية أثنان من الهرمونات الخاصة جداً، ويطلق عليهما أختصاراً: T3  و T4 حيث يحتوي الأول على ثلاث ذرات يود، والأخر على أربعة ذرات يود.
بعد تحرير هذين الهرمونين ينطلاقان إلى كل خلية من خلايا الجسم، ثم يدقان باب كل خلية، ويسألانها! ما إذا كانت بحاجة إلى مزيد من استهلاك الأوكسجين والمواد المغذية، وهما بذلك يؤثران في: تنظيم عملية التمثيل الغذائي، ضبط درجة حرارة الجسم، التأثير على معدل خفقان القلب، إنتاج هرمون الكالسيتونين الذي ينظم الكالسيوم في الدم، وزيادة الأستفادة من الكوليسترول والمواد المغذية، وضمان نمو الطبيعي للجسم  وتطور عمل وظائف الدماغ، ووظائف هامة أخرى.
وعليه أن أي نقص أو زيادة في افرازات الغدة الدرقية يؤدي إلى سلسلة مشاكل في الجسم.

وبالرغم من تعدد الاسباب التي تؤدي إلى الخلل التشريحي والوظيفي للغدة الدرقية، إلا أن سوء التغذية والأجهاد هما من أبرز الأسباب التي يجب السيطرة عليهما لضمان عمل الجسم بطاقته القصوى، وعدم التهاون في علاج أي قصور في عملها لتنجب أي مضاعفات لا تحمد عقباها.

هناك تعليقان (2):