![]() |
النانوتكنولوجي: معالجة الخلايا المريضة فقط. |
النانوتكنولوجي.. سحر المستقبل
(علم الكمبيوتر، علم الجينات، علم النانو تكنولوجي) أنه ثالوث فناء الإنسانية – كما يراه البعض-، بينما يصفها البعض بعماد الرفاهية للجنس البشري في المستقبل القريب، ورغم حداثة هذه العلوم الثلاثة، إلا إن الأخير هو أحدثها، وكحال قرنيه، فهو سلاح ذو حدين يحتمل الخير والشر في آن واحد.
إن مصطلح (النانو تكنولوجي) يعني (التقنية الضئيلة)، ولكننا في الحقيقة نتكلم هنا عن تقنية غاية في الضآلة والصغر، فالنانو يساوي (10-9) جزء من مليار جزء من المتر، أي أن النانو أصغر بـ (80.000) ألف مرة من قطر شعرة إنسان, بتعبير أخر إن حجم النانو كحجم كرة القدم نسبة إلى حجم الكرة الأرضية.
بدأ هذا العلم على يد العالم الأميركي الرياضياتي ( ) المؤسس الفعلي لهذا العلم، عندما أصدر كتابه "محركات التكوين" عام 1986، والذي يعتبر البداية الحقيقة لعلم النانو تكنولوجي، وتطور هذا العلم بوقت أكثر من مذهل ليصبح عدد العلماء العاملين في هذا المجال في أمريكا وحدها 40.000 عالم، تقدر ميزانيتهم بـ (ألف مليار دولار) سنوياً أو أكثر.
"إن مهمة "النانو تكنولوجي" أو التقنية "فائقة الصغر" هي استحداث وتركيب مواد جديدة على مستوى الجزيئات والذرات، يمكن لهذه المواد الجديدة توفير الحلول للمشاكل العالمية المتعلقة بالطعام والمياه النظيفة والوقود والطاقة، ومعالجة الأمراض الفتاكة، وتوفير تقنيات معلوماتية واتصالاتية متطورة.
إن خصوصية هذا العلم تكمن في خصوصية القوانين التي تحكمه، وصعوبة فهمه تكمن حداثته، والخيال الخصب الذي نحتاجه لفهمه، ولكن يمكن لنا بناء تصور عنه من خلال تطبيقاته العملية.
فمثلاً، الأشياء التي بحجم (النانو) تكون ذات خصائص فيزيائية ( درجة أنصهار، خواص مغناطيسية، اللون وغيرها) تختلف عن خصائص الأشياء الكبيرة من المادة نفسها، مع الاحتفاظ بنفس لتركيب الكيميائي، فالذهب مثلاً عنصر خامل، كمالي، عند تحويله إلي أجزاء صغيرة (نانوية الحجم)، تتغير خصائصه، بحيث يصبح قادراً على التعرف على الخلايا السرطانية، فيتفاعل مع الخلية السرطانية داخل جسم الكائن الحي ويحدث وميضاً خاصا داخل الخلية المصابة تميزها عن الخلية السيلمة – التي تبدو داكنة تحت المجهر -. وعندها تقوم مادة الذهب (النانويه) بأمتصاص ضوء الليزر الذي يسلط عليها بعد وصولها إلى الخلية المصابة وتحوله إلى حرارة تذيب الخلية السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة.
أيضاً أستطاع البريطاني "مايكل بريتشرد" أن يصمم فلتر يمكن ملئه بماء ملوث – من بركة مثلاً - فيقوم الفلتر بأخراج ماء نقي تماما خالي من الفيروسات والبكتيريا.
وتعتمد فكره هذا الفلتر على أن البكتيريا والفيروسات لا يقل حجمها عن 25 نانو متر، فإذا أستطعنا أن نصنع مسامات مساحتها 10 نانو متر، فهذا يعني مرور جزيئات الماء فقط، دون الجزيئات والكائنات الأخرى، وبالتالي حصولنا على ماء نقي.
وهذا ما حدث في هذا الفلتر بفضل تقنية النانو تكنولوجي، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سعر الفلتر الواحد 460 دولار، وهو ويزودنا بمعدل لترين لليوم لمدة سنتين، نعلم مدى الرفاهية والسهولة وانخفاض التكلفة التي يوفرها علم النانو تكنولوجي.
كذلك تستخدم (التقنية فائقة الصغر) في مواد التجميل والمراهم المضادة للأشعة، فالنانو جزيئات المستخدمة في هذه المراهم تحجب الأشعة فوق البنفسجية UVكلها ويبقى المرهم في الوقت نفسه شفافا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق